![]() |
عض الرضيع أثناء الرضاعة: دليلكِ الكامل للتعامل مع المشكلة بهدوء |
تلك الصرخة المفاجئة من الألم: عندما تتحول الرضاعة إلى لحظة صادمة
في خضم لحظة هادئة من الترابط أثناء الرضاعة، يحدث فجأة: عضة حادة وغير متوقعة تطلق صرخة من الألم. قد تشعرين بالصدمة، الغضب، وحتى الخيانة. كيف يمكن لهذا الكائن الصغير الذي تحبينه أن يؤذيكِ هكذا؟ أولاً، خذي نفسًا عميقًا. القاعدة الذهبية التي يجب أن تتذكريها دائمًا هي: عض الرضيع ليس عملاً عدوانيًا، بل هو شكل من أشكال التواصل أو رد فعل غريزي. إنه لا يحاول إيذاءكِ عن قصد.
من خلال خبرتنا، ندرك أن هذا السلوك يمكن أن يثير الخوف من الرضعة التالية ويجعل بعض الأمهات يفكرن في الفطام. لكننا هنا لنؤكد لكِ أن هذه مرحلة شائعة وقابلة للحل تمامًا. فهم "لماذا" يعض طفلكِ هو الخطوة الأولى والأكثر أهمية. هذا الدليل الشامل سيزودكِ بفهم عميق للأسباب، وخطة عمل فورية، واستراتيجيات وقائية لمنع تكرار هذا الكابوس.
لماذا يعض الرضع؟ كوني محققة، لا ضحية
قبل أن تتفاعلي، حاولي فهم الدافع وراء العضة. الأسباب تختلف باختلاف عمر الطفل ومرحلته التنموية.
- السبب الأول (الأكثر شيوعًا): التسنين. اللثة الملتهبة والمؤلمة تدفع الطفل إلى البحث عن أي شيء لمضغه للحصول على ضغط معاكس يخفف الألم. أحيانًا، يقوم بذلك بشكل غريزي أثناء الرضاعة. إذا كان طفلكِ في مرحلة التسنين، فهذا هو المشتبه به الرئيسي. يمكنكِ معرفة المزيد في دليلنا حول علامات التسنين وكيفية تخفيف الألم.
- السبب الثاني: استكشاف السبب والنتيجة. الأطفال الأكبر سنًا (6 أشهر فما فوق) هم علماء صغار. قد يعض ليرى ماذا سيحدث. ردة فعلكِ الصاخبة قد تكون مثيرة للاهتمام بالنسبة له، مما قد يدفعه لتكرارها ليرى ردة الفعل مرة أخرى.
- السبب الثالث: البحث عن الاهتمام. مع نمو الطفل، يصبح أكثر وعيًا بمحيطه. إذا كنتِ تتصفحين هاتفكِ أو تتحدثين مع شخص آخر أثناء الرضاعة، فقد تكون العضة هي طريقته ليقول: "أمي، انتبهي إليّ!".
- السبب الرابع: نهاية الرضعة والشبع. غالبًا ما تحدث العضة في نهاية الرضعة عندما يكون الطفل قد شبع ويبدأ في اللعب بالثدي بدلاً من الرضاعة بفعالية.
- السبب الخامس (الأقل شيوعًا): تدفق الحليب البطيء. إذا كان تدفق الحليب بطيئًا جدًا، فقد يعض الطفل من الإحباط في محاولة منه لإخراج المزيد من الحليب.
حقيقة مهمة: من المستحيل جسديًا أن يعض الطفل ويبتلع في نفس الوقت. العضة تحدث دائمًا عندما يتوقف الطفل عن المص النشط.
خطة العمل الفورية: ماذا تفعلين في لحظة العض؟
ردة فعلكِ في الثواني القليلة الأولى هي التي ستحدد ما إذا كان هذا السلوك سيتكرر أم لا. حافظي على هدوئكِ واتبعي هذه الخطوات.
- الخطوة الأولى (الأصعب): لا تصرخي. ردة فعلكِ الطبيعية هي الصراخ أو سحب الطفل بعيدًا. لكن الصراخ قد يخيف الطفل بشدة لدرجة أنه قد يبدأ في "إضراب الرضاعة"، أو قد يجد ردة فعلكِ مضحكة فيكررها.
- الخطوة الثانية: اكسري الشفط بأمان. لا تسحبي ثديكِ من فمه بقوة، فهذا سيزيد من تمزق الجلد. بدلاً من ذلك، أدخلي إصبعكِ الصغير النظيف بسرعة في زاوية فمه بين لثتيه لكسر الشفط، ثم أبعديه.
- الخطوة الثالثة: تواصلي بوضوح وهدوء. انظري مباشرة في عيني طفلكِ وقولي بحزم وهدوء: "لا، هذا يؤلم ماما". النبرة أهم من الكلمات.
- الخطوة الرابعة: أوقفي الرضاعة مؤقتًا. أنزلي طفلكِ من حضنكِ لبضع ثوانٍ (15-30 ثانية). هذا يعلمه نتيجة واضحة ومباشرة: "عندما أعض، تتوقف المتعة والراحة".
- الخطوة الخامسة: حاولي مرة أخرى. بعد الاستراحة القصيرة، اعرضي عليه الثدي مرة أخرى. إذا عض مرة أخرى، كرري نفس الخطوات. معظم الأطفال يتعلمون الدرس بسرعة كبيرة.
الوقاية خير من العلاج: استراتيجيات لمنع العض
بمجرد التعامل مع الموقف الفوري، يمكنكِ البدء في تطبيق هذه الاستراتيجيات لمنع حدوثه مرة أخرى.
- تأكدي من الالتقام العميق: القاعدة التي نوصي بها دائمًا هي: الالتقام العميق يجعل العض أصعب بكثير. إذا كان طفلكِ يمسك بجزء كبير من الهالة، فإن حلمتكِ تكون في الجزء الخلفي اللين من فمه، بعيدًا عن أسنانه أو لثته القوية. راجعي دليلنا حول نصائح لتمسك الرضيع الصحيح بالثدي.
- قدمي له عضاضة قبل الرضاعة: إذا كان طفلكِ يمر بمرحلة التسنين، فقدمي له عضاضة باردة أو منشفة مبللة وباردة لبضع دقائق قبل الرضاعة لإشباع رغبته في المضغ.
- امنحيه اهتمامكِ الكامل: اجعلي وقت الرضاعة وقتًا للتواصل. ضعي هاتفكِ جانبًا، تواصلي معه بالعين، وتحدثي إليه. هذا يقلل من احتمالية العض لجذب الانتباه.
- راقبي علامات نهاية الرضعة: تعلمي التعرف على اللحظة التي ينتقل فيها طفلكِ من المص النشط إلى اللعب. عندما يبدأ في التباطؤ أو التململ، قومي بفك الالتقام بلطف قبل أن تتاح له فرصة العض.
جدول "افعل ولا تفعل" عند التعامل مع العض
✅ افعل (Do) | ❌ لا تفعل (Don't) |
---|---|
حافظي على هدوئكِ قدر الإمكان. | تصرخي أو تضربي طفلكِ أبدًا. |
اكسري الشفط بأمان باستخدام إصبعكِ. | تسحبي ثديكِ بقوة من فمه. |
استخدمي عبارة قصيرة وحازمة مثل "لا للعض". | تحولي الأمر إلى لعبة بالضحك أو رد فعل مبالغ فيه. |
أوقفي الرضاعة مؤقتًا لتعليم السبب والنتيجة. | تتوقفي عن الرضاعة تمامًا بسبب حادثة واحدة. |
الأسئلة الشائعة حول عض الرضيع
هل هذا يعني أن عليّ فطام طفلي؟
لا، على الإطلاق! العض هو مرحلة سلوكية مؤقتة، وليس علامة على أن طفلكِ يريد التوقف عن الرضاعة. مع الاستجابة الصحيحة والمتسقة، سيتعلم بسرعة أن هذا السلوك غير مقبول. العديد من الأمهات يرضعن أطفالهن بنجاح لسنوات بعد ظهور أسنانهم.
ماذا أفعل إذا عضني طفلي وضحك؟
هذا أمر محبط للغاية، لكنه شائع. طفلكِ لا يضحك على ألمكِ؛ إنه يضحك على ردة فعلكِ الجديدة والمثيرة للاهتمام. في هذه الحالة، من المهم جدًا الحفاظ على "وجه خالٍ من التعابير". لا تبتسمي، لا تضحكي، ولا تظهري غضبًا شديدًا. ببساطة، قومي بفك الالتقام، وقولي "لا للعض" بنبرة محايدة، وأوقفِ الرضاعة مؤقتًا. هذا يزيل "المتعة" من ردة الفعل.
هل استخدام واقيات الحلمة (Nipple Shields) يمنع العض؟
قد توفر طبقة من الحماية، لكنها لا تحل المشكلة السلوكية. كما أنها يمكن أن تؤثر على إدرار الحليب والتقام الطفل. من الأفضل دائمًا معالجة سبب العض مباشرة بدلاً من استخدام واقٍ.
كم من الوقت تستمر مرحلة العض هذه؟
مع الاستجابة الفورية والمتسقة، يتعلم معظم الأطفال الدرس في غضون أيام قليلة إلى أسبوع. قد تحدث مرة أخرى عندما يظهر سن جديد، ولكن إذا كنتِ مستعدة بنفس الاستراتيجية الهادئة، فستمر بسرعة أكبر.