آخر المقالات

كيف تدعم شخصًا يعاني من نوبات الهلع؟ خطوات فعالة ومجربة

شخص يقدم الدعم والهدوء لصديق يعاني من نوبة هلع، كدليل على كيفية مساعدة شخص يعاني من نوبات الهلع
كيف تدعم شخصًا يعاني من نوبات الهلع؟ خطوات فعالة ومجربة

مشاهدة شخص عزيز عليك وهو يعاني من نوبة هلع يمكن أن تكون تجربة مخيفة ومقلقة للغاية، وقد تشعر بالعجز أو عدم اليقين بشأن كيفية التصرف. إذا كنت تتساءل "كيف أساعد شخص يعاني من نوبات الهلع؟" فإن مجرد طرحك لهذا السؤال يظهر اهتمامك ورغبتك في تقديم الدعم، وهذا أمر بالغ الأهمية. نوبات الهلع هي موجات مفاجئة وشديدة من الخوف أو الانزعاج، وغالبًا ما تكون مصحوبة بأعراض جسدية ونفسية مرعبة. على الرغم من أنك لا تستطيع "إيقاف" النوبة نيابة عنهم، إلا أن هناك طرقًا فعالة يمكنك من خلالها تقديم الدعم والراحة، ومساعدتهم على تجاوز هذه التجربة الصعبة. هذا المقال يقدم لك دليلًا عمليًا، مبنيًا على توصيات خبراء الصحة النفسية وتجارب الأشخاص الذين مروا بهذه المواقف، لمساعدتك على أن تكون مصدر دعم حقيقي وفعال.

فهم ما يمر به الشخص أثناء نوبة الهلع

قبل أن نتعلم كيفية المساعدة، من المهم أن نفهم ما الذي يشعر به الشخص أثناء نوبة الهلع. هذه ليست مجرد "نوبة قلق" عادية. الأعراض يمكن أن تكون شديدة لدرجة أن الشخص قد يعتقد أنه يعاني من نوبة قلبية، أو أنه سيفقد السيطرة، أو حتى أنه سيموت. "من خلال تجربتنا مع المرضى، يصفون نوبة الهلع بأنها واحدة من أكثر التجارب رعبًا التي مروا بها. الشعور بالهلاك الوشيك يكون حقيقيًا جدًا بالنسبة لهم،" كما يؤكد الأطباء النفسيون. تذكر أن هذه الأعراض حقيقية ومخيفة للشخص الذي يمر بها، حتى لو بدت لك غير مبررة.

إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن أعراض نوبات الهلع ومتى يجب طلب المساعدة الطبية بشأنها، يمكنك الرجوع إلى مقالنا عن متى يجب استشارة الطبيب بشأن نوبات الهلع؟. هذا الفهم سيساعدك على تقدير مدى صعوبة الموقف بالنسبة لهم.

خطوات عملية لمساعدة شخص يعاني من نوبة هلع: أثناء النوبة

عندما تلاحظ أن شخصًا ما يعاني من نوبة هلع، فإن رد فعلك الهادئ والداعم يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. إليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها:

  1. حافظ على هدوئك (أنت القدوة):
    • هذه هي أهم خطوة. إذا شعرت بالذعر أو القلق، فقد يزيد ذلك من خوف الشخص الآخر. خذ نفسًا عميقًا وحاول أن تظل هادئًا ومطمئنًا.
    • تحدث بصوت هادئ وبطيء.
  2. ابق مع الشخص (إذا كان يرغب في ذلك):
    • لا تتركه بمفرده إلا إذا طلب منك ذلك صراحة. وجود شخص داعم يمكن أن يكون مطمئنًا للغاية.
    • اسأله بلطف: "هل تريدني أن أبقى معك؟"
  3. ذكّره بأن ما يمر به هو نوبة هلع وأنها ستمر:
    • قل له بلطف: "أنت تمر بنوبة هلع. إنها مخيفة، لكنها ليست خطيرة وستنتهي قريبًا."
    • "تذكري، هذه المشاعر ستمر. أنت آمن."
    • "من خلال تجربتنا، نجد أن مجرد تسمية ما يحدث ('هذه نوبة هلع') يمكن أن يساعد الشخص على الشعور ببعض السيطرة أو الفهم،" كما يشير المعالجون.
  4. شجعه على التنفس ببطء وعمق (إذا كان قادرًا):
    • يمكنك أن تقترح عليه أن يتنفس معك. استنشق ببطء من الأنف لعد أربعة، وازفر ببطء من الفم لعد ستة أو ثمانية.
    • لا تضغط عليه إذا كان يجد صعوبة في التحكم في تنفسه في البداية. يمكنك الرجوع إلى مقالنا عن تقنيات التنفس العميق للتحكم في التوتر لمزيد من الأفكار حول كيفية توجيه هذا التمرين.
  5. استخدم عبارات مطمئنة وبسيطة:
    • تجنب الأسئلة الكثيرة أو العبارات المعقدة.
    • قل أشياء مثل: "أنا هنا معك." "أنت لست وحدك." "أنت آمن." "هذا سيمر."
    • تجنب التقليل من شأن مشاعره بقول "اهدأ" أو "لا يوجد ما يدعو للقلق"، لأن هذا قد يجعله يشعر بالسوء أو عدم الفهم.
  6. ساعده على التأريض (Grounding):
    • تقنيات التأريض تساعد الشخص على إعادة الاتصال بالحاضر وتقليل الشعور بالانفصال. يمكنك أن تقترح عليه:
      • تسمية 5 أشياء يمكنه رؤيتها.
      • تسمية 4 أشياء يمكنه لمسها.
      • تسمية 3 أشياء يمكنه سماعها.
      • تسمية شيئين يمكنه شمهما.
      • تسمية شيء واحد يمكنه تذوقه (أو يمكنك تقديم رشفة ماء له).
    • يمكنك أيضًا أن تطلب منه أن يضغط على يدك أو يشعر بقدميه على الأرض.
  7. لا تفترض ما يحتاجه - اسأله:
    • اسأله بلطف: "هل هناك أي شيء يمكنني فعله لمساعدتك الآن؟" أو "ما الذي يجعلك تشعر بتحسن عادةً عندما يحدث هذا؟"
  8. إذا كان في مكان مزدحم أو محفز، حاول نقله إلى مكان أكثر هدوءًا (إذا أمكن وبموافقته).
  9. لا تلمسه دون إذنه: البعض قد يجد اللمس مطمئنًا، بينما قد يزيد من قلق الآخرين أثناء النوبة.
ما يجب فعله ما يجب تجنبه لماذا؟
حافظ على هدوئك الشعور بالذعر أو الانفعال هدوئك يساعد على تهدئته، الذعر يزيد من خوفه
ابق معه (إذا أراد) تركه بمفرده (إلا إذا طلب) وجودك يوفر شعورًا بالأمان والدعم
ذكّره بأنها نوبة هلع وستمر التقليل من شأن مشاعره ("لا تقلق") التسمية والفهم يساعدان، التقليل يجعله يشعر بعدم الفهم
شجعه على التنفس البطيء الضغط عليه للتنفس بشكل معين التنفس البطيء يهدئ، الضغط يزيد التوتر
استخدم عبارات بسيطة ومطمئنة طرح أسئلة كثيرة أو معقدة البساطة أفضل عندما يكون العقل مرتبكًا

ما بعد النوبة: تقديم الدعم المستمر

بمجرد أن تبدأ النوبة في الانحسار، لا يزال دورك في تقديم الدعم مهمًا.

  • كن صبورًا: قد يشعر الشخص بالإرهاق، الارتباك، أو الخجل بعد النوبة. امنحه الوقت والمساحة التي يحتاجها.
  • استمع إليه دون إصدار أحكام: إذا أراد التحدث عما حدث، استمع إليه بتعاطف وتفهم.
  • طمئنه بأنه لم يفعل شيئًا خاطئًا: نوبات الهلع ليست علامة ضعف.
  • شجعه على طلب المساعدة المتخصصة (إذا لم يكن يفعل ذلك بالفعل):
    • اشرح له بلطف أن هناك علاجات فعالة متاحة لاضطراب الهلع (مثل العلاج السلوكي المعرفي والأدوية).
    • اعرض عليه مساعدته في البحث عن معالج أو طبيب، أو حتى مرافقته إلى الموعد الأول إذا كان ذلك سيساعده.
    • "من خلال تجربتنا، نجد أن تشجيع الأحباء يمكن أن يكون حافزًا قويًا للشخص لطلب المساعدة التي قد يكون مترددًا في طلبها بمفرده،" كما يؤكد خبراء الصحة النفسية.
  • تعلم المزيد عن نوبات الهلع واضطراب الهلع: كلما فهمت الحالة بشكل أفضل، كنت أكثر قدرة على تقديم دعم فعال.
  • اعتنِ بنفسك أيضًا: مساعدة شخص يعاني من نوبات هلع يمكن أن تكون مرهقة عاطفيًا. تأكد من أنك تعتني بصحتك النفسية أيضًا. إذا كنت تشعر بالتوتر، فابحث عن أفضل طرق الاسترخاء بعد يوم عمل شاق لنفسك.

إذا كان الشخص الذي تساعده يعاني من قلق مستمر بالإضافة إلى نوبات الهلع، فقد يكون من المفيد له فهم خطوات عملية للتخلص من التفكير السلبي والقلق بشكل عام.

"التعاطف والفهم هما أقوى الأدوات التي يمكنك تقديمها لشخص يعاني من نوبة هلع. مجرد وجودك واستعدادك للاستماع يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا." - توصية من جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية (ADAA).

متى يجب طلب المساعدة الطبية الفورية؟

في معظم الحالات، لا تكون نوبات الهلع خطيرة جسديًا، على الرغم من أنها تشعر بذلك. ومع ذلك، هناك حالات قد يكون فيها طلب المساعدة الطبية الفورية ضروريًا:

  • إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي يعاني فيها الشخص من هذه الأعراض، أو إذا لم تكن متأكدًا مما إذا كانت نوبة هلع أم حالة طبية أخرى (مثل نوبة قلبية).
  • إذا استمرت الأعراض الشديدة (مثل ألم الصدر أو صعوبة التنفس) لفترة طويلة دون تحسن.
  • إذا كان الشخص لديه حالات طبية موجودة مسبقًا قد تزيد من خطر حدوث مضاعفات.
  • إذا طلب الشخص نفسه الذهاب إلى المستشفى أو رؤية طبيب.

من الأفضل دائمًا توخي الحذر وطلب المساعدة الطبية إذا كنت في شك.

الخلاصة: كن مصدر قوة وهدوء

إن تعلم كيفية مساعدة شخص يعاني من نوبات الهلع هو فعل نبيل يعكس اهتمامك العميق. من خلال الحفاظ على هدوئك، تقديم الدعم العاطفي، استخدام تقنيات بسيطة للمساعدة، وتشجيعهم على طلب المساعدة المتخصصة، يمكنك أن تكون قوة إيجابية كبيرة في حياتهم. تذكر أن دورك ليس "علاجهم"، بل دعمهم في رحلتهم نحو التعافي. صبرك، تعاطفك، وفهمك يمكن أن يكونوا بمثابة منارة أمل لهم في أحلك اللحظات.

الأسئلة الشائعة حول مساعدة شخص يعاني من نوبات الهلع

س1: هل يمكنني أن أجعل نوبة الهلع أسوأ عن طريق الخطأ؟

ج1: بينما نيتك هي المساعدة، فإن بعض التصرفات قد تزيد من قلق الشخص دون قصد. تجنب التقليل من شأن مشاعره، أو الضغط عليه لـ"يتجاوز الأمر"، أو إغراقه بالكثير من الأسئلة أو النصائح أثناء النوبة. التركيز على الهدوء، الطمأنينة، والعبارات البسيطة هو الأفضل.

س2: هل يجب أن أتحدث عن النوبة مع الشخص بعد انتهائها؟

ج2: نعم، ولكن بلطف وبدون ضغط. بعد أن يهدأ الشخص ويشعر بالاستعداد، يمكنك أن تسأله كيف يشعر وما إذا كان يرغب في التحدث عما حدث. هذا يمكن أن يساعده على معالجة التجربة والشعور بأنه ليس وحده. كما أنها فرصة جيدة لتشجيعه بلطف على طلب المساعدة المتخصصة إذا لزم الأمر.

س3: هل يمكن أن تنتقل نوبات الهلع بالعدوى أو التأثير؟

ج3: نوبات الهلع ليست معدية. ومع ذلك، إذا كنت شخصًا حساسًا أو تميل إلى القلق، فإن مشاهدة شخص آخر يعاني من نوبة هلع قد تثير قلقك الخاص. لهذا السبب من المهم أن تحافظ على هدوئك وتعتني بنفسك أيضًا.

س4: ماذا لو رفض الشخص الذي يعاني من نوبات الهلع طلب المساعدة المتخصصة؟

ج4: لا يمكنك إجبار شخص بالغ على طلب المساعدة. استمر في تقديم دعمك وتفهمك. يمكنك تزويده بمعلومات حول نوبات الهلع وعلاجاتها المتاحة بطريقة غير ضاغطة. ذكّره بأنك موجود من أجله. أحيانًا، قد يستغرق الأمر وقتًا حتى يكون الشخص مستعدًا لاتخاذ هذه الخطوة.

س5: هل هناك أي شيء يمكنني القيام به للمساعدة في منع حدوث نوبات الهلع لدى الشخص؟

ج5: بينما لا يمكنك منع النوبات بشكل مباشر، يمكنك المساعدة في خلق بيئة داعمة وأقل توترًا. شجعه على ممارسة تقنيات إدارة الإجهاد، تبني نمط حياة صحي، والالتزام بخطة علاجه إذا كان يتلقى علاجًا. كن مصدرًا إيجابيًا في حياته.

مدونة نور الصحة
مدونة نور الصحة
مرحبًا بك في "مدونة نور الصحة"، حيث نقدم لك معلومات صحية وجمالية دقيقة تستند إلى أحدث الأبحاث العلمية. نغطي جميع جوانب العناية بالبشرة والشعر، بالإضافة إلى التغذية الصحية والرفاهية النفسية. كل ما نقدمه مدعوم بمصادر موثوقة، بهدف مساعدة قرائنا في تحسين صحتهم وجمالهم بشكل علمي وآمن. ومع ذلك، يُنصح دائمًا بالتشاور مع مختصين في الرعاية الصحية أو الخبراء قبل اتخاذ أي قرارات تتعلق بصحتك أو جمالك.
تعليقات