![]() |
كيفية استعمال الشيح للبشرة بأمان: وصفات وفوائد مزعومة (تحذيرات) |
مقدمة: الشيح بين الإرث الشعبي والتحفظ العلمي في العناية بالبشرة
لطالما لجأ الإنسان إلى الطبيعة بحثًا عن علاجات لمختلف الأمراض والمشاكل الصحية، بما في ذلك تلك التي تصيب البشرة. من بين هذه النباتات التي تحمل تاريخًا طويلاً من الاستخدامات التقليدية تبرز عشبة الشيح (Artemisia)، بأنواعها المتعددة مثل الشيح البلدي (Artemisia herba-alba) أو الشيح الشائع (Artemisia absinthium). يكثر الحديث في الأوساط الشعبية عن فوائد هذه العشبة للجلد، وتنتشر وصفات متناقلة حول كيفية استعمال الشيح للبشرة لعلاج مشاكل متنوعة. لكن، ما مدى صحة هذه الادعاءات؟ وهل استخدامه آمن دائمًا؟
يهدف هذا المقال إلى تقديم نظرة متوازنة حول استخدام الشيح في العناية بالبشرة. سنستكشف الفوائد المزعومة للشيح بناءً على الاستخدامات التقليدية وبعض الأبحاث الأولية، ونقدم وصفات شائعة لتحضيره. والأهم من ذلك، سنسلط الضوء على الجوانب التي تتطلب حذرًا شديدًا، بما في ذلك المخاطر المحتملة والتحذيرات الضرورية التي يجب على كل من يفكر في استخدام الشيح لبشرته أن يكون على دراية بها. فبينما قد تحمل العلاجات الطبيعية وعودًا، يبقى الفهم العميق والاستخدام المسؤول والآمن هو الأساس.
ما هو الشيح (Artemisia)؟ نظرة عامة على أنواعه
الشيح هو اسم عام يشمل جنسًا كبيرًا من النباتات العشبية والشجيرية العطرية ينتمي إلى الفصيلة النجمية (Asteraceae)، ويضم مئات الأنواع المنتشرة في أنحاء مختلفة من العالم، خاصة في المناطق المعتدلة والجافة. تتميز نباتات الشيح غالبًا بأوراقها ذات اللون الأخضر المائل إلى الرمادي أو الفضي، ورائحتها القوية والمميزة الناتجة عن احتوائها على زيوت طيارة ومركبات عطرية.
من أشهر أنواع الشيح المستخدمة تقليديًا:
- الشيح البلدي أو شيح الصحراء (Artemisia herba-alba): ينتشر في مناطق شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ويستخدم على نطاق واسع في الطب الشعبي.
- الشيح الشائع أو الأفسنتين (Artemisia absinthium): يشتهر بمرارته الشديدة واستخدامه في تحضير مشروب الأفسنت الكحولي (الذي كان محظورًا في بعض الدول بسبب مركب الثوجون). له أيضًا استخدامات طبية تقليدية.
- الطرخشقون أو عشبة النار (Artemisia vulgaris - Mugwort): يستخدم في بعض التقاليد الآسيوية والأوروبية.
- الشيح الحولي أو الشيح الحلو (Artemisia annua): اشتهر بمركب الأرتيميسينين الذي أثبت فعالية في علاج الملاريا.
من المهم جدًا التمييز بين أنواع الشيح المختلفة، حيث أن لكل نوع تركيبة كيميائية مختلفة، وبالتالي خصائص واستخدامات وتحذيرات قد تختلف بشكل كبير. في هذا المقال، سنركز بشكل عام على الاستخدامات الجلدية المنسوبة للشيح مع الأخذ في الاعتبار التباين بين أنواعه.
الفوائد المزعومة للشيح للبشرة: بين التقليد والعلم الأولي
تستند معظم المعلومات حول فوائد الشيح للبشرة إلى الاستخدامات الشعبية المتوارثة عبر الأجيال، مع وجود بعض الدراسات العلمية الأولية التي بدأت تستكشف هذه الخصائص. يجب التأكيد على أن الأدلة العلمية القوية لا تزال محدودة لكثير من هذه الادعاءات، ولا ينبغي اعتبار الشيح علاجًا بديلاً مؤكدًا للحالات الجلدية التي تتطلب عناية طبية.
1. خصائص مضادة للالتهابات ومهدئة
يُعتقد أن بعض أنواع الشيح تحتوي على مركبات لها تأثيرات مضادة للالتهابات، مما قد يساعد في تهدئة البشرة المتهيجة، تخفيف الاحمرار، والحكة المصاحبة لبعض الحالات الجلدية الخفيفة مثل الأكزيما البسيطة أو لدغات الحشرات. استُخدم منقوع الشيح تقليديًا كغسول أو كمادات لهذا الغرض.
2. خصائص مطهرة ومضادة للميكروبات
تشير بعض الدراسات المختبرية إلى أن الزيوت الطيارة والمركبات الأخرى الموجودة في الشيح (مثل الثوجون والكافور في بعض الأنواع) قد تمتلك نشاطًا ضد بعض أنواع البكتيريا والفطريات. هذا يفسر استخدامه التقليدي في تنظيف الجروح السطحية، ومنع العدوى، وربما في المساعدة على علاج بعض المشاكل الجلدية ذات المنشأ الميكروبي الخفيف، مثل حب الشباب السطحي أو بعض الالتهابات الفطرية البسيطة. يمكن مقارنة هذا جزئيًا بفوائد عشبة أخرى مثل عشبة الطيون وفوائدها للبشرة من حيث الخصائص المطهرة.
3. المساعدة في التئام الجروح الطفيفة
بفضل خصائصه المطهرة والمضادة للالتهاب المحتملة، استُخدم الشيح تقليديًا كعامل مساعد في التئام الجروح الصغيرة، الخدوش، والكدمات. يُعتقد أنه يساعد في الحفاظ على نظافة الجرح وتعزيز عملية الشفاء الطبيعية.
4. تخفيف الحكة والتهيج
يُستخدم منقوع الشيح أحيانًا لتخفيف الحكة الناتجة عن لدغات الحشرات أو الطفح الجلدي الخفيف، وذلك بفضل تأثيره المهدئ والمضاد للالتهاب المحتمل.
5. استخدامات أخرى مزعومة
هناك ادعاءات أخرى أقل شيوعًا أو أقل دعمًا تشمل استخدام الشيح للمساعدة في علاج الثآليل (بسبب خصائصه المضادة للفيروسات المحتملة في بعض الأنواع)، أو لتخفيف آلام العضلات والمفاصل عند استخدامه كزيت تدليك أو كمادات.
تحذير هام: "العديد من هذه الفوائد المزعومة تحتاج إلى المزيد من الأبحاث السريرية على البشر لتأكيد فعاليتها وسلامتها بشكل قاطع. لا تعتمدي على الشيح كعلاج وحيد لأي حالة جلدية دون استشارة طبيب."
المكونات النشطة الرئيسية في الشيح وتأثيرها المحتمل
يحتوي الشيح على مجموعة متنوعة من المركبات الكيميائية النباتية التي تختلف باختلاف النوع وظروف النمو. من أبرز هذه المكونات التي قد تساهم في تأثيراته على البشرة:
-
الزيوت الطيارة (Essential Oils): وهي المكونات الرئيسية المسؤولة عن
رائحة الشيح القوية. تشمل هذه الزيوت مركبات مثل:
- الثوجون (Thujone): يوجد بتركيزات متفاوتة في بعض أنواع الشيح (خاصة Artemisia absinthium). له خصائص مضادة للميكروبات وطاردة للحشرات، ولكنه مركب سام عصبيًا إذا تم تناوله بكميات كبيرة أو استخدامه موضعيًا بتركيزات عالية جدًا ولفترات طويلة. يجب الحذر الشديد من المنتجات التي تحتوي على نسب عالية من الثوجون.
- الكافور (Camphor): له تأثير مبرد ومخدر موضعي خفيف، ويستخدم في بعض المراهم لتخفيف الحكة والألم.
- الكامازولين (Chamazulene) والأزولينات الأخرى: توجد في بعض أنواع الشيح وتُعرف بخصائصها القوية المضادة للالتهابات والمهدئة.
- السينول (Cineole - Eucalyptol): له خصائص مطهرة ومنعشة.
- مركبات الفلافونويد (Flavonoids): مثل الكيرسيتين والأبيجينين، وهي مضادات أكسدة قوية تساعد على حماية خلايا الجلد من التلف.
- التربينات السيسكويتربينية (Sesquiterpene Lactones): تساهم في النشاط البيولوجي للنبات، بما في ذلك التأثيرات المضادة للالتهابات، ولكنها قد تسبب حساسية جلدية لدى البعض.
- التانينات (Tannins): لها خصائص قابضة قد تساعد في شد المسام وتقليل الإفرازات.
التركيبة المعقدة لهذه المركبات هي ما يعطي الشيح خصائصه المحتملة، ولكنها أيضًا تجعل استخدامه يتطلب فهمًا وحذرًا.
كيفية استعمال الشيح للبشرة: طرق تقليدية (مع التحذيرات)
إذا قررتِ تجربة الشيح لبشرتك بعد فهم المخاطر وإجراء اختبار الحساسية، فإليك بعض الطرق التقليدية الشائعة لتحضيره موضعيًا. تذكري دائمًا أن "طبيعي" لا يعني "آمن للجميع"، وأن هذه الوصفات ليست بديلاً عن الاستشارة الطبية.
1. منقوع الشيح (للاستخدام كغسول أو كمادات)
- المكونات: ملعقة كبيرة من أوراق الشيح المجففة (أو بضع أغصان طازجة نظيفة) وكوب من الماء المغلي.
- التحضير: ضعي الشيح في وعاء، ثم صبي فوقه الماء المغلي. غطي الوعاء واتركيه لينقع لمدة 10-15 دقيقة.
- التصفية: صفي المنقوع جيدًا باستخدام مصفاة دقيقة أو قطعة قماش نظيفة.
-
الاستخدام:
- كغسول: بعد أن يبرد المنقوع، يمكن استخدامه لغسل المناطق المصابة من الجلد بلطف مرة أو مرتين يوميًا.
- ككمادات: اغمسي قطعة قماش نظيفة في المنقوع البارد أو الفاتر، ثم ضعيها على المنطقة المصابة (مثل منطقة ملتهبة أو مثيرة للحكة) لمدة 10-15 دقيقة.
يُستخدم هذا المنقوع تقليديًا لتهدئة الالتهابات الجلدية الخفيفة، الحكة، أو لتنظيف الجروح السطحية.
2. زيت الشيح المنقوع (للاستخدام الموضعي بكميات قليلة)
- المكونات: كمية من أوراق الشيح المجففة تمامًا، وزيت حامل عالي الجودة (مثل زيت الزيتون البكر، زيت اللوز الحلو، أو زيت الجوجوبا).
- التحضير: املئي برطمانًا زجاجيًا نظيفًا وجافًا حتى ثلثه أو نصفه بأوراق الشيح المجففة. صبي الزيت الحامل فوق الأوراق حتى يغمرها تمامًا، مع التأكد من عدم وجود فقاعات هواء.
- النقع: أغلقي البرطمان بإحكام وضعيه في مكان دافئ ومظلم (أو مشمس بشكل غير مباشر) لمدة 2-4 أسابيع. رجي البرطمان بلطف كل يوم أو يومين.
- التصفية: بعد انتهاء فترة النقع، صفي الزيت جيدًا باستخدام عدة طبقات من الشاش أو مصفاة دقيقة في وعاء زجاجي معقم ومظلم للتخزين.
- التخزين: يُحفظ زيت الشيح في مكان بارد ومظلم. يمكن أن يستمر لعدة أشهر إذا تم تخزينه بشكل صحيح.
يُستخدم هذا الزيت بكميات صغيرة جدًا لتدليك المناطق المؤلمة، أو لترطيب البشرة الجافة جدًا في مناطق محددة، أو كقاعدة لمراهم عشبية أخرى. يجب إجراء اختبار حساسية دقيق قبل استخدامه.
3. حمام الشيح (لتهدئة الجسم والبشرة)
يمكن إضافة كوب من منقوع الشيح القوي (محضر كما سبق ثم يُصفى) إلى ماء الاستحمام الدافئ. يُنصح بالبقاء في الحمام لمدة 15-20 دقيقة. يُعتقد أن هذا يساعد في تهدئة البشرة المتهيجة بشكل عام وتخفيف آلام العضلات. تجنبي هذا إذا كانت لديكِ حساسية معروفة.
تحذيرات ومخاطر محتملة عند استخدام الشيح للبشرة
هذا هو الجزء الأكثر أهمية في المقال. استخدام الشيح، خاصة بعض أنواعه، يمكن أن يكون مصحوبًا بمخاطر وآثار جانبية يجب عدم تجاهلها:
- مركب الثوجون (Thujone): كما ذكرنا، يوجد الثوجون في بعض أنواع الشيح (مثل Artemisia absinthium). وهو مركب سام عصبيًا إذا تم تناوله بكميات كبيرة، ويمكن أن يسبب تهيجًا للجلد أو تفاعلات حساسية عند استخدامه موضعيًا بتركيزات عالية أو لفترات طويلة. يجب تجنب المنتجات التي تحتوي على نسب عالية من الثوجون أو استخدامها بحذر شديد وتحت إشراف متخصص.
- ردود الفعل التحسسية (Allergic Reactions): الشيح ينتمي إلى عائلة النجميات، والعديد من الأشخاص لديهم حساسية تجاه نباتات هذه العائلة (مثل عشبة الرجيد، الأقحوان، البابونج). يمكن أن يسبب الشيح التهاب الجلد التماسي، طفح جلدي، حكة، أو حتى أعراض حساسية أشد لدى الأفراد المعرضين. اختبار الحساسية (Patch Test) ضروري للغاية قبل أي استخدام.
- تهيج الجلد: حتى بدون حساسية كاملة، يمكن للزيوت الطيارة القوية في الشيح أن تسبب تهيجًا للجلد، خاصة البشرة الحساسة أو المتضررة.
- الحمل والرضاعة: يجب على النساء الحوامل والمرضعات تجنب استخدام الشيح تمامًا (موضعيًا أو داخليًا). بعض أنواع الشيح (خاصة تلك التي تحتوي على الثوجون) يمكن أن تكون مجهضة (تسبب الإجهاض) أو تنتقل عبر حليب الأم وتضر بالرضيع.
- التفاعلات مع الأدوية: يمكن للشيح أن يتفاعل مع بعض الأدوية، مثل مميعات الدم، أدوية السكري، أو الأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي. استشيري طبيبك دائمًا إذا كنتِ تتناولين أي أدوية.
- الاستخدام على الأطفال: يجب تجنب استخدام الشيح على بشرة الأطفال والرضع بسبب حساسيتهم العالية واحتمالية الامتصاص الجلدي للمركبات النشطة.
- الاستخدام الداخلي (عن طريق الفم): لا ينصح بتناول الشيح عن طريق الفم دون إشراف طبيب أو خبير أعشاب مؤهل جدًا ومطلع على المخاطر. العديد من أنواع الشيح يمكن أن تكون سامة إذا تم تناولها بشكل غير صحيح أو بكميات كبيرة.
- عدم استخدامه على جروح مفتوحة أو عميقة أو حروق شديدة: هذه الحالات تتطلب عناية طبية فورية ومتخصصة.
جدول إرشادي: مقارنة سريعة بين الشيح والأعشاب الأخرى للعناية بالبشرة
العشبة | الفوائد الرئيسية المزعومة للبشرة | مستوى الحذر المطلوب | ملاحظات رئيسية |
---|---|---|---|
الشيح (Artemisia spp.) | مضاد للالتهاب، مطهر، مهدئ (مزعوم) | عالي جداً | يحتوي على مركبات قوية (مثل الثوجون)، خطر حساسية، غير آمن للحوامل/المرضعات/الأطفال. يتطلب اختبار حساسية دقيق. |
البابونج (Chamomile) | مهدئ، مضاد للالتهاب، مناسب للبشرة الحساسة | منخفض إلى متوسط | آمن بشكل عام لمعظم الناس، ولكن قد يسبب حساسية للبعض (عائلة النجميات). |
الآذريون (Calendula) | ملطف، مساعد على التئام الجروح، مضاد للالتهاب | منخفض | آمن جدًا ومستخدم على نطاق واسع في منتجات الأطفال والبشرة الحساسة. |
عشبة الطيون (Dittrichia viscosa) | مضاد للالتهاب، مساعد على التئام الجروح (تقليدي) | متوسط إلى عالي | لزج، قد يسبب حساسية للبعض. يتطلب اختبار حساسية. (انظري مقال فوائد عشبة الطيون للبشرة). |
الخزامى (Lavender) | مهدئ، مطهر خفيف، يساعد على الاسترخاء | منخفض إلى متوسط (الزيت الأساسي يتطلب تخفيفًا) | رائحة شائعة، الزيت الأساسي قد يكون مهيجًا للبعض إذا استخدم نقيًا. |
الخلاصة: الشيح للبشرة – استخدام بحكمة بالغة أو تجنبه
في الختام، بينما تحمل عشبة الشيح تاريخًا من الاستخدامات التقليدية وبعض الإمكانيات المثيرة للاهتمام بسبب مركباتها النشطة، فإن كيفية استعمال الشيح للبشرة يجب أن تتم بحذر شديد وفهم عميق للمخاطر المحتملة. الفوائد المزعومة غالبًا ما تكون غير مدعومة بأدلة علمية قوية كافية، والمخاطر المرتبطة ببعض مكوناته (مثل الثوجون) وردود الفعل التحسسية حقيقية.
إذا كنتِ تفكرين في استخدام الشيح، فإن إجراء اختبار حساسية شامل، والبدء بكميات صغيرة جدًا ومخففة، وتجنبه تمامًا في حالات الحمل والرضاعة أو إذا كانت لديكِ حساسية معروفة، هي خطوات أساسية. بشكل عام، قد يكون من الأفضل اختيار أعشاب أخرى أكثر أمانًا ومدروسة بشكل أفضل للعناية بالبشرة الروتينية، وترك استخدام الشيح للحالات التي يكون فيها هناك إشراف من خبير أعشاب مؤهل جدًا ومدرك للمخاطر، أو تجنبه تمامًا لصالح بدائل أكثر أمانًا وموثوقية.
هل لديكِ أي تجارب مع الشيح أو أسئلة حول استخدامه؟ شاركينا في التعليقات أدناه، ولكن تذكري دائمًا أن سلامتكِ هي الأولوية.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
س1: هل يمكن استخدام بخار الشيح للوجه؟ وما فوائده وأضراره؟
ج1: استخدام بخار الشيح للوجه (عن طريق إضافة أوراق الشيح إلى ماء ساخن واستنشاق البخار مع تغطية الرأس بمنشفة) هو ممارسة تقليدية يُعتقد أنها تساعد في فتح المسام، تنظيف البشرة، وتخفيف احتقان الجهاز التنفسي. الفوائد المزعومة للبشرة قد تشمل تنظيفًا أعمق للمسام وتأثيرًا مهدئًا بسبب البخار الدافئ وبعض المركبات الطيارة. أما الأضرار والمخاطر فتكمن في أن البخار الساخن جدًا يمكن أن يسبب حروقًا أو تهيجًا للبشرة الحساسة. كما أن استنشاق كميات كبيرة من بعض المركبات الطيارة في الشيح (مثل الثوجون) قد يكون له آثار غير مرغوب فيها على المدى الطويل أو لدى الأفراد الحساسين. إذا قررتِ تجربته، استخدمي كمية صغيرة من الشيح، لا تجعلي الماء ساخنًا جدًا، وحافظي على مسافة آمنة بين وجهك والبخار، ولا تتجاوزي 5-10 دقائق. يجب على الأشخاص الذين يعانون من الربو أو مشاكل تنفسية أخرى أو بشرة حساسة جدًا أو وردية تجنب هذه الطريقة أو استشارة الطبيب أولاً.
س2: هل الشيح يساعد في علاج حب الشباب؟
ج2: يُعتقد تقليديًا أن الشيح قد يساعد في علاج حب الشباب بسبب خصائصه المطهرة والمضادة للالتهابات المحتملة. بعض الدراسات الأولية أشارت إلى أن مستخلصات معينة من الشيح قد تثبط نمو البكتيريا المسببة لحب الشباب (Propionibacterium acnes). ومع ذلك، الأدلة السريرية القوية على فعاليته كعلاج مستقل لحب الشباب لا تزال محدودة. إذا كان حب الشباب خفيفًا وسطحيًا، فإن استخدام منقوع الشيح المخفف كغسول موضعي (بعد اختبار الحساسية) قد يقدم بعض الفائدة للبعض. ولكن لحب الشباب المتوسط إلى الشديد، من الضروري استشارة طبيب جلدية للحصول على علاجات مثبتة علميًا مثل الريتينويدات، حمض الساليسيليك، البنزويل بيروكسايد، أو المضادات الحيوية إذا لزم الأمر. لا ينبغي الاعتماد على الشيح كبديل لهذه العلاجات. يمكنكِ مقارنة هذا بالبحث عن إزالة البقع من الوجه بسرعة حيث أن آثار حب الشباب هي نوع من البقع التي يسعى الكثيرون لعلاجها.
س3: هل يختلف تأثير الشيح المجفف عن الشيح الطازج على البشرة؟
ج3: نعم، قد يكون هناك بعض الاختلافات. الشيح الطازج يحتوي على نسبة أعلى من الماء وقد تكون بعض المركبات الطيارة فيه أكثر نشاطًا أو تركيزًا في البداية. الشيح المجفف يفقد بعضًا من محتواه المائي وتتبخر بعض الزيوت الطيارة الأكثر حساسية، ولكن العديد من المركبات النشطة الأخرى (مثل الفلافونويدات والتربينات السيسكويتربينية) تظل موجودة، وقد تكون أكثر تركيزًا نسبةً إلى الوزن. بشكل عام، يُفضل تجفيف الشيح بشكل صحيح إذا كان سيتم تخزينه لفترة أو استخدامه في تحضير الزيوت المنقوعة (لمنع نمو العفن). للاستخدام الفوري في المنقوعات أو الكمادات، يمكن استخدام كليهما، ولكن قد تحتاجين إلى كمية أكبر قليلاً من الشيح الطازج مقارنة بالمجفف للحصول على نفس القوة التقريبية.
س4: هل يمكن خلط الشيح مع أعشاب أخرى للعناية بالبشرة؟
ج4: نعم، تقليديًا يتم أحيانًا خلط الشيح مع أعشاب أخرى يُعتقد أنها تكمل أو تعزز تأثيراته، أو تقلل من حدته. على سبيل المثال، قد يُخلط مع البابونج لزيادة التأثير المهدئ، أو مع الآذريون لتعزيز التئام الجروح. ومع ذلك، فإن خلط الأعشاب يزيد من تعقيد التركيبة الكيميائية، وبالتالي يزيد من احتمالية حدوث تفاعلات غير متوقعة أو تهيج، خاصة إذا لم يكن الشخص على دراية كاملة بخصائص كل عشبة وتفاعلاتها المحتملة. إذا كنتِ ترغبين في تجربة خلطات عشبية، فمن الأفضل البدء بخلطات بسيطة جدًا (عشبتين مثلاً) بكميات صغيرة، وإجراء اختبار حساسية شامل للخليط، أو الأفضل من ذلك، استشارة خبير أعشاب مؤهل يمكنه تقديم إرشادات آمنة.
س5: ما هي أفضل أنواع الشيح للاستخدام الجلدي الآمن نسبيًا (إذا كان لا بد من استخدامه)؟
ج5: هذا سؤال صعب لأن "الأمان النسبي" يعتمد على عوامل كثيرة، بما في ذلك كيفية التحضير والتركيز وتحمل الفرد. بشكل عام، الأنواع التي تحتوي على تركيزات أقل من مركب الثوجون قد تعتبر "أقل خطورة" نسبيًا من الأنواع مثل Artemisia absinthium (الشيح الشائع/الأفسنتين) الذي يحتوي على نسب أعلى من الثوجون. الشيح البلدي (Artemisia herba-alba) يستخدم تقليديًا على نطاق واسع في بعض المناطق، وقد تكون بعض استخداماته الموضعية المخففة مقبولة للبعض بعد اختبار الحساسية. عشبة الطرخشقون (Artemisia vulgaris) لها استخدامات جلدية تقليدية أيضًا. ومع ذلك، لا يوجد نوع من الشيح يمكن اعتباره "آمنًا تمامًا" للجميع دون تحفظات. القاعدة الأساسية هي: إذا كنتِ غير متأكدة تمامًا من النوع الذي تتعاملين معه، أو من كيفية استخدامه بأمان، أو إذا كانت لديكِ أي شكوك، فمن الأفضل تجنبه أو استشارة خبير متخصص وموثوق به قبل أي استخدام على بشرتك.