آخر المقالات

هل يعود الشعر لطبيعته بعد البروتين؟ الإجابة الكاملة وتأثير العلاجات

امرأة تنظر إلى شعرها المتنامي بتساؤل "هل يعود الشعر لطبيعته بعد البروتين؟" مع صورة توضيحية لبنية الشعرة.

مقدمة: لغز الشعر بعد البروتين - هل العودة ممكنة؟

بعد الخضوع لعلاج البروتين أو الكيراتين والحصول على شعر أملس ولامع، غالبًا ما يراود النساء سؤال مهم بعد فترة: هل يعود الشعر لطبيعته بعد البروتين؟ هل سأستعيد تموجاتي أو تجعيداتي الأصلية؟ أم أن هذا التغيير دائم؟ هذا التساؤل طبيعي ومنطقي، فالرغبة في تغيير مظهر الشعر مؤقتًا قد لا تعني بالضرورة رغبة في تغيير دائم لبنيته. إن فهم مصير الشعر الطبيعي بعد الكيراتين أو البروتين أمر ضروري لإدارة التوقعات والعناية بالشعر بشكل صحيح على المدى الطويل.

تختلف الإجابة بناءً على نوع العلاج المستخدم، حالة الشعر الأصلية، ومدى العناية به بعد العلاج. كما رأينا في مقال روتين العناية بالشعر بعد البروتين، فإن الحفاظ على النتيجة يتطلب جهدًا خاصًا. ولكن ماذا يحدث عندما يبدأ تأثير العلاج في التلاشي أو إذا قررتِ التوقف عن تكراره؟ هل ستكون عودة الشعر لطبيعته بعد الفرد بالبروتين سهلة وسلسة؟ هذا الدليل الشامل سيقدم لكِ الإجابة الكاملة، ويوضح العوامل المؤثرة، ويشرح الفرق بين التغيير المؤقت والتلف الدائم المحتمل.

كيف تعمل علاجات البروتين/الكيراتين على تغيير الشعر؟ (تذكير سريع)

لفهم ما إذا كان الشعر سيعود لطبيعته، يجب أن نفهم كيف تغيره هذه العلاجات في المقام الأول:

  • علاجات الكيراتين/البروتين (الأنواع الشائعة للفرد): تعمل معظم هذه العلاجات عن طريق استخدام مزيج من المواد الكيميائية (قد تشمل مواد تطلق الفورمالديهايد أو بدائل أخرى) والحرارة العالية لكسر وإعادة تشكيل روابط ثاني الكبريتيد (Disulfide bonds) مؤقتًا داخل بنية الشعر. كما أنها تغلف الشعرة بطبقة من الكيراتين أو البروتينات الأخرى لسد الفجوات في القشرة الخارجية (Cuticle) وإضفاء النعومة واللمعان وتقليل التجعد.
  • علاجات البروتين الترميمية (Deep Conditioners): تختلف عن علاجات الفرد. هي عبارة عن ماسكات مكثفة تحتوي على بروتينات متحللة (Hydrolyzed proteins) تهدف إلى تقوية الشعر التالف مؤقتًا عن طريق ملء الفجوات في القشرة. تأثيرها سطحي ومؤقت تمامًا ولا يغير بنية الشعر الداخلية بشكل دائم. (هذا النوع ليس المقصود غالبًا عند الحديث عن "فرد البروتين").

التركيز في هذا المقال سيكون على النوع الأول (علاجات الفرد والتنعيم) التي تهدف إلى تغيير ملمس الشعر لفترة.

الإجابة الأساسية: نعم، الشعر الجديد سينمو طبيعيًا دائمًا!

النقطة الأكثر أهمية والتي لا جدال فيها هي أن الشعر الذي ينمو حديثًا من فروة رأسكِ سيكون دائمًا بشكله وملمسه الطبيعي الأصلي. علاجات البروتين لا تغير الحمض النووي (DNA) لبصيلات الشعر.

لذلك، مع مرور الوقت ونمو شعركِ الجديد، ستلاحظين فرقًا واضحًا بين ملمس الشعر الجديد عند الجذور وملمس الشعر المعالج في الأطوال والأطراف. هذه هي الطريقة الأساسية التي "يعود" بها الشعر لطبيعته - من خلال النمو الجديد.

ماذا عن الشعر المعالج نفسه؟ هل يعود لطبيعته تمامًا؟

هنا تصبح الإجابة أكثر تعقيدًا وتعتمد على عدة عوامل:

الحالة المثالية (العلاج شبه دائم):

  • معظم علاجات فرد البروتين والكيراتين عالية الجودة والمطبقة بشكل صحيح تعتبر شبه دائمة (Semi-permanent). هذا يعني أن طبقة البروتين/الكيراتين التي تغلف الشعر والروابط التي تم تغييرها مؤقتًا تتلاشى وتُغسل تدريجيًا مع مرور الوقت ومع كل غسلة للشعر.
  • في هذه الحالة، ومع تلاشي العلاج، سيبدأ الشعر المعالج تدريجيًا في استعادة بعض من تموجه أو تجعيده الأصلي. قد لا يعود تمامًا كما كان 100% قبل العلاج فورًا، لكنه سيصبح أقل استقامة وأكثر قربًا من طبيعته الأصلية.
  • المدة الزمنية: تستمر نتائج معظم العلاجات عادةً من 3 إلى 6 أشهر، اعتمادًا على نوع العلاج، نوع شعركِ، ومستوى العناية به بعد ذلك (استخدام شامبو خالٍ من الكبريتات، تقليل الغسيل، إلخ).

الحالات التي قد تمنع العودة الكاملة أو تسبب تغييرًا دائمًا (التلف):

في بعض الحالات، قد لا يعود الشعر المعالج إلى طبيعته الأصلية تمامًا حتى بعد تلاشي التأثير الأملس الظاهري للعلاج، وذلك بسبب الضرر الذي لحق ببنية الشعرة أثناء العملية:

  • الضرر الكيميائي الدائم: إذا كان العلاج يحتوي على مواد كيميائية قوية جدًا (مثل الفورمالديهايد بتركيزات عالية أو مواد قلوية قوية) أو تم تركه على الشعر لفترة أطول من اللازم، فقد يؤدي ذلك إلى كسر دائم لروابط ثاني الكبريتيد في الشعر، مما يغير بنيته بشكل دائم ويجعله أضعف وأكثر مسامية وعرضة للتلف. في هذه الحالة، لن يعود الشعر المعالج لطبيعته تمامًا.
  • الضرر الحراري الشديد: استخدام مكواة الفرد على درجات حرارة عالية جدًا (أعلى من 230 درجة مئوية / 450 فهرنهايت) يمكن أن يسبب ضررًا لا رجعة فيه لبروتين الكيراتين الطبيعي في الشعر ويذيب الطبقة الخارجية الواقية (الكيوتيكل). الشعر المحروق بالحرارة يصبح جافًا، هشًا، فاقدًا للمرونة، وقد لا يستعيد تموجه أو تجعيده الطبيعي بشكل كامل.
  • التطبيق غير الصحيح / الإفراط في المعالجة: تكرار العلاجات الكيميائية والحرارية بشكل متقارب جدًا أو تطبيقها بشكل خاطئ يزيد بشكل كبير من خطر التلف الدائم.
  • حالة الشعر الأولية: الشعر الذي كان تالفًا أو ضعيفًا أو معالجًا كيميائيًا بشكل مفرط قبل علاج البروتين يكون أكثر عرضة للتلف الدائم وعدم العودة إلى حالته الطبيعية السابقة.

الخلاصة هنا: إذا تم العلاج بشكل صحيح على شعر صحي نسبيًا باستخدام منتجات عالية الجودة وحرارة مناسبة، فمن المرجح جدًا أن يعود الشعر المعالج تدريجيًا إلى حالته الطبيعية (أو قريبة جدًا منها) مع تلاشي العلاج. ولكن إذا حدث تلف كيميائي أو حراري كبير، فقد تكون هناك تغييرات دائمة في ملمس وقوة الشعر المعالج.

عوامل تؤثر على سرعة ومدى عودة الشعر لطبيعته

  • نوع العلاج المستخدم: بعض العلاجات أخف وتتلاشى أسرع من غيرها. العلاجات التي تحتوي على مواد كيميائية أقوى قد تدوم أطول ولكنها تحمل خطر تلف أكبر.
  • نوع وملمس الشعر الأصلي: الشعر الخشن أو المجعد جدًا قد يستغرق وقتًا أطول ليعود لشكله الأصلي بالكامل مقارنة بالشعر المموج قليلاً.
  • معدل نمو الشعر: كلما نما شعركِ أسرع، كلما ظهر الشعر الطبيعي الجديد عند الجذور بشكل أسرع.
  • روتين العناية بعد العلاج: استخدام منتجات خالية من الكبريتات والملح، وتقليل عدد مرات الغسل، وتجنب الحرارة والكلور/الملح سيساعد على إطالة عمر العلاج وتأخير عودة الملمس الطبيعي. العكس صحيح، استخدام شامبو عادي بالببريتات سيسرع من تلاشي العلاج. (راجع روتين العناية بعد البروتين).
  • الصحة العامة والتغذية: صحة جسمكِ العامة ونظامكِ الغذائي يؤثران على صحة ومعدل نمو شعركِ الجديد.

كيف يبدو الشعر أثناء عودته لطبيعته؟ وماذا تفعلين؟

مع نمو الشعر الجديد وتلاشي العلاج، ستمرين بمرحلة انتقالية:

  • فرق الملمس ( demarcation line): ستلاحظين فرقًا واضحًا بين ملمس الشعر الطبيعي الجديد عند الجذور والشعر المعالج الأملس في الأطوال. قد يكون التعامل مع هذا الفرق في الملمس صعبًا في التصفيف.
  • عودة تدريجية للتجعد/التموج: سيبدأ الشعر المعالج في فقدان استقامته تدريجيًا وقد يصبح مموجًا أو مجعدًا بشكل غير منتظم.
  • زيادة محتملة في النفشة أو الجفاف: مع تلاشي طبقة البروتين الواقية، قد يصبح الشعر المعالج أكثر عرضة للجفاف والنفشة.

نصائح للتعامل مع المرحلة الانتقالية:

  • التركيز على الترطيب العميق: استخدمي ماسكات ترطيب بانتظام للشعر بالكامل، مع التركيز على الأطراف المعالجة.
  • استخدام منتجات تساعد على التصفيف: كريمات التصفيف أو البلسم الذي يُترك على الشعر يمكن أن تساعد في دمج الملمسين المختلفين وتقليل النفشة.
  • تجربة تسريحات الشعر الواقية (Protective Styles): الضفائر، الكعكات، أو التسريحات التي تقلل من التعامل مع الشعر وتحمي الأطراف يمكن أن تكون مفيدة جدًا خلال هذه الفترة وتخفي فرق الملمس.
  • التعامل اللطيف مع الشعر: تجنبي التمشيط العنيف، الحرارة، والشد لمنع التكسر عند خط الالتقاء بين الملمسين.
  • القص التدريجي للأطراف المعالجة: هذه هي الطريقة الأضمن للتخلص من الشعر المعالج والعودة الكاملة لشعركِ الطبيعي. قومي بقص الأطراف بانتظام كل بضعة أشهر للتخلص التدريجي من الجزء المعالج.
  • "القصة الكبيرة" (Big Chop): إذا كنتِ لا ترغبين في التعامل مع المرحلة الانتقالية، يمكنكِ قص كل الشعر المعالج دفعة واحدة والبدء من جديد بشعركِ الطبيعي القصير.

ماذا لو بدا الشعر تالفًا بشكل دائم؟

إذا لاحظتِ أن الشعر المعالج أصبح هشًا جدًا، يتكسر بسهولة، فاقدًا للمرونة، أو له ملمس "مطاطي" عند البلل حتى بعد فترة طويلة من العلاج، فقد يكون قد تعرض لتلف دائم. في هذه الحالة:

  • التركيز على الترميم والترطيب المكثف: استخدمي علاجات ترطيب عميق وماسكات تحتوي على بروتينات ترميمية (باعتدال لتجنب التحميل الزائد).
  • تجنب أي معالجات كيميائية أو حرارية أخرى تمامًا.
  • قص الجزء التالف: غالبًا ما يكون قص الشعر التالف هو الحل الأكثر فعالية للتخلص منه والسماح للشعر الصحي الجديد بالنمو.
  • استشارة متخصص (مصفف شعر خبير أو طبيب جلدية): يمكنهم تقييم درجة التلف وتقديم توصيات علاجية مناسبة أو منتجات ترميمية متخصصة.

الخلاصة: عودة طبيعية ممكنة.. مع الحذر من التلف

إذًا، الإجابة على سؤال "هل يعود الشعر لطبيعته بعد البروتين؟" هي: نعم، في الغالب وبشكل تدريجي، خاصةً فيما يتعلق بنمو الشعر الجديد من الجذور. علاجات الفرد والتنعيم الشائعة هي شبه دائمة وتتلاشى مع الوقت والغسيل. ومع ذلك، فإن الشعر المعالج نفسه قد لا يعود تمامًا إلى حالته الأصلية 100% إذا تعرض لتلف كيميائي أو حراري كبير أثناء عملية العلاج.

المفتاح هو اختيار صالون ومواد ذات جودة عالية، والتأكد من أن شعركِ في حالة صحية جيدة قبل العلاج، والأهم من ذلك، الالتزام بروتين عناية صارم بعد العلاج لتقليل التلف وإطالة عمر النتيجة. تذكري دائمًا أن الشعر الجديد الذي ينمو سيكون طبيعيًا تمامًا، والصبر هو حليفكِ الأكبر خلال المرحلة الانتقالية.

ما هي تجربتكِ مع عودة الشعر لطبيعته بعد علاجات الفرد؟ شاركينا قصتكِ في التعليقات!


الأسئلة الشائعة (FAQ)

س1: كم من الوقت يستغرق ليعود شعري لطبيعته بالكامل بعد البروتين؟

ج1: يعتمد ذلك كليًا على طول شعركِ ومعدل نموه. بما أن الشعر الجديد ينمو طبيعيًا من الجذور، فإن الوقت اللازم لعودة شعركِ بالكامل لطبيعته هو الوقت الذي يستغرقه نمو طول جديد كافٍ واستبدال الشعر المعالج بالكامل (سواء عن طريق تلاشي العلاج تدريجيًا أو عن طريق قص الجزء المعالج). قد يستغرق هذا من عدة أشهر إلى سنوات حسب طول الشعر المرغوب ومعدل النمو (الذي يتراوح عادة حول 1-1.5 سم شهريًا).

س2: هل يمكنني تسريع عملية تلاشي البروتين من شعري؟

ج2: نعم، يمكنكِ تسريع تلاشي العلاج عن طريق القيام بعكس ما يُنصح به للحفاظ عليه: استخدام شامبو يحتوي على الكبريتات وكلوريد الصوديوم، غسل الشعر بشكل متكرر أكثر، والسباحة في ماء مالح أو مياه حمام السباحة المعالجة بالكلور. ومع ذلك، كوني حذرة لأن هذه الممارسات قد تسبب أيضًا جفافًا وتلفًا إضافيًا للشعر.

س3: هل ستعود تجعيداتي/تموجاتي بنفس الشكل الذي كانت عليه قبل البروتين؟

ج3: الشعر الجديد الذي ينمو من الجذور سيكون بنفس نمط تجعيدكِ/تموجكِ الأصلي. أما الشعر المعالج نفسه، فحتى بعد تلاشي التأثير الأملس، قد لا يعود نمط تجعيده تمامًا كما كان بنسبة 100% إذا حدث بعض التلف في بنيته الداخلية بسبب المواد الكيميائية أو الحرارة. قد يبدو أقل تحديدًا أو أكثر نفشة قليلاً في البداية ويحتاج إلى عناية إضافية لاستعادة حيويته.

س4: ما الفرق بين تأثير البروتين وتأثير الكيراتين على عودة الشعر لطبيعته؟

ج4: غالبًا ما تُستخدم المصطلحات "بروتين" و "كيراتين" بالتبادل في علاجات التنعيم، والعديد من المنتجات تحتوي على مزيج منهما أو مكونات نشطة أخرى. بشكل عام، كلاهما يعمل بطرق مشابهة (تغليف الشعرة وتغيير الروابط مؤقتًا/جزئيًا). مدى عودة الشعر لطبيعته يعتمد بشكل أكبر على قوة المواد الكيميائية المستخدمة في المنتج المحدد (بغض النظر عن اسمه التسويقي)، درجة الحرارة المطبقة، وحالة الشعر الأصلية، وليس بالضرورة على الفرق الدقيق بين "البروتين" و "الكيراتين".

س5: إذا لم يعجبني علاج البروتين، هل يمكنني إزالته فورًا؟

ج5: لا توجد طريقة "لإزالة" علاج البروتين فورًا وبشكل كامل وآمن بمجرد تطبيقه وتثبيته بالحرارة. يمكنكِ تسريع تلاشيه باستخدام شامبو يحتوي على الكبريتات (شامبو منقي Clarifying shampoo قد يكون فعالًا)، ولكن هذا قد يسبب جفافًا. أفضل حل إذا لم تعجبكِ النتيجة هو التحلي بالصبر حتى يتلاشى تدريجيًا أو ينمو الشعر الجديد، مع التركيز على العناية الجيدة بالشعر الموجود.

مدونة نور الصحة
مدونة نور الصحة
مرحبًا بك في "مدونة نور الصحة"، حيث نقدم لك معلومات صحية وجمالية دقيقة تستند إلى أحدث الأبحاث العلمية. نغطي جميع جوانب العناية بالبشرة والشعر، بالإضافة إلى التغذية الصحية والرفاهية النفسية. كل ما نقدمه مدعوم بمصادر موثوقة، بهدف مساعدة قرائنا في تحسين صحتهم وجمالهم بشكل علمي وآمن. ومع ذلك، يُنصح دائمًا بالتشاور مع مختصين في الرعاية الصحية أو الخبراء قبل اتخاذ أي قرارات تتعلق بصحتك أو جمالك.
تعليقات