من أروع اللحظات التي يعيشها الأهل هي ملاحظة تطور مهارات الطفل الاجتماعية
والنفسية. لكن يبقى السؤال:
متى يبدأ الطفل في التفريق بين الأشخاص؟ وكيف يمكن للوالدين دعم هذا
التطور؟ في هذا المقال📖 سنستعرض مراحل تطور إدراك الطفل للأشخاص من حوله، وكيف
يمكن للآباء تعزيز هذه المهارات لضمان نمو سليم وصحي للطفل.
![]() |
متى يبدأ الطفل في التفريق بين الأشخاص وكيفية تعزيز مهاراته الاجتماعية |
متى يبدأ الطفل في التفريق بين الأشخاص؟
منذ لحظة الولادة، يمتلك الأطفال قدرات مذهلة على التعرف على محيطهم. لكن قدرتهم
على التفريق بين الأشخاص تتطور تدريجيًا على مدار الأشهر الأولى من حياتهم. إليك
نظرة على كيفية حدوث هذا التطور👇
- حديثو الولادة (0-3 أشهر)☑ يبدأ الطفل بالتعرف على وجه والدته من خلال الروائح والصوت. في هذه المرحلة، يكون التعرف بشكل أساسي على الصوت ورائحة الشخص بدلاً من ملامح الوجه.
- عمر 4-6 أشهر☑ يبدأ الطفل في تمييز وجوه الأشخاص المقربين، مثل الوالدين والأشقاء. يمكنه الآن تمييز الابتسامة والأصوات المألوفة.
- عمر 7-9 أشهر☑ يصبح الطفل قادرًا على التعرف على الوجوه بشكل أوضح، ويميل إلى الابتسام للأشخاص المألوفين بينما قد يبكي عند رؤية الغرباء. تعرف هذه المرحلة بـ "قلق الانفصال"، وهي مؤشر على تطور مهاراته الاجتماعية.
- عمر 10-12 شهرًا☑ يتمكن الطفل من التفريق بين الأفراد بشكل أوضح ويظهر تفضيله للأشخاص الذين يقضي وقتًا أطول معهم.
العوامل التي تؤثر على قدرة الطفل على التفريق بين الأشخاص
هناك عوامل متعددة تؤثر على قدرة الطفل على تمييز الأشخاص، ومن هذه العوامل👇
أ. التفاعل الاجتماعي المبكر
التفاعل المستمر مع الطفل يساعد في تعزيز قدرته على التعرف على الوجوه المألوفة.
التحدث معه، الغناء، واللعب يعززون هذه المهارات.
ب. البيئة المحيطة
الأطفال الذين يتعرضون لمجموعة متنوعة من الأشخاص بشكل منتظم يميلون إلى تطوير
مهارات التفريق بين الوجوه بشكل أسرع.
ج. الوراثة
تلعب العوامل الوراثية دورًا في تطور الإدراك البصري والاجتماعي لدى الطفل.
كيفية تعزيز مهارات التفريق بين الأشخاص لدى الطفل
أ. اللعب التفاعلي
اللعب مع الطفل، خاصة الألعاب التي تعتمد على التفاعل مثل الاختباء والظهور، يمكن
أن تعزز قدرته على تمييز الأشخاص.
ب. التحدث المستمر مع الطفل
استخدمي لغة بسيطة وواضحة عند التحدث مع الطفل، واذكري أسماء الأشخاص عند الإشارة
إليهم. على سبيل المثال: "هذه ماما" أو "هذا بابا".
ج. استخدام الكتب والقصص المصورة
قراءة الكتب المصورة التي تحتوي على صور لأشخاص مختلفين يمكن أن تساعد في تعزيز
مهارات التعرف على الوجوه.
د. تشجيع التواصل الاجتماعي
إذا كان بالإمكان، اجعلي طفلك يتفاعل مع الأصدقاء والعائلة بشكل منتظم، حيث
سيساعده ذلك في تعزيز مهاراته الاجتماعية.
دور الأمهات والآباء في دعم تطور الطفل الاجتماعي
أ. الصبر والتفهم
من المهم أن تكوني صبورة مع طفلك خلال مراحل تطوره. قد يكون لديه فترات من "قلق
الانفصال" عندما يتفاعل مع الغرباء، وهذا جزء طبيعي من نموه.
ب. تشجيع الاستقلالية
دعي طفلك يستكشف بيئته بحرية مع مراقبته بعناية، حيث يعزز ذلك ثقته بنفسه وقدرته
على التفاعل مع الآخرين.
ج. ملاحظة الإشارات العاطفية
تعلّم قراءة إشارات طفلك العاطفية، مثل الابتسام أو البكاء، يمكن أن يساعدك على
معرفة متى يشعر بالأمان أو بعدم الارتياح.
خاتمة💭 في النهاية،
يبدأ الطفل في التفريق بين الأشخاص تدريجيًا مع نموه وتطوره. من خلال
توفير بيئة داعمة مليئة بالتفاعل الإيجابي، يمكنك تعزيز هذه المهارات لدى طفلك،
مما يساعده على بناء علاقات اجتماعية قوية مستقبلاً.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
1. هل يمكن للطفل حديث الولادة التعرف على والديه؟
نعم، يعتمد الطفل حديث الولادة بشكل أساسي على الروائح والأصوات للتعرف على
والديه.
2. كيف يمكنني مساعدة طفلي على التغلب على قلق الانفصال؟
قدمي له الدعم العاطفي وكوني بجانبه عندما يشعر بالقلق، وشجعيه تدريجيًا على
التفاعل مع الآخرين.
3. هل هناك ألعاب تساعد في تطوير مهارات الطفل الاجتماعية؟
نعم، الألعاب التفاعلية مثل اللعب بالدمى والاختباء تساعد في تعزيز مهارات
التواصل والتفريق بين الأشخاص.